الدراما السعودية .... وافق شنُ طبقة !!

بالجمل لم نعد نشاهد دراما بالمعنى الحقيقي للدراما... فقط مسلسلات تحصيل حاصل وإن صح التعبير هي (وجبات سريعة) منزوعة الفائدة وياليتها كذلك ربما لهضمناها وهان الأمر بل بعضها مضرة وتبعث على الغثيان لما فيها من إسفاف أو تهريج أو هما معاً... وإذا ما شخصنا العلة لوجدنا أن الأسباب لا تخرج عن التالي : لا يوجد كُتاب واقعيون حياديون يكتبون العمل بموضوعية من واقع مجتمعهم بعيداً عن ما يرغبون ويتمنون وبمعزل عن تنظيرات و(أحلام) خارج نطاق قيم المجتمع وأعرافه ربما لا تتحقق إلا في مخيلتهم .... السبب الآخر وإن شئت المتمم للسبب الأول أن البطل أو النجم يوافق الكاتب على النص إما لأنه يتفق معه بذات التوجه أو يجامله فقط لأنه يريد أن يُطل في هذا الشهر ويُزاحم ويُنافس فهو (نجم) فلا بد أن يهل في رمضان أسوة بغيره من النجوم وبالنتيجة يوافق (شنُ طبقة) ويتمخض العمل ! مشكلة بعض الفنانين (النجوم) تحديداً يتوجسون خيفة أنهم في حال لم يقدموا عملاً في موسم أو أكثر تنساهم جماهيرهم الغفيرة ! بينما غاب عنهم أنهم بقبولهم هكذا أعمال هو الذي سوف يفضي لخفوت لمعان نجوميتهم وربما تنطفىء بالكلية وهي التى صنعوها عبر عقود من الزمن ... بوصفه أي الجمهور السعودي لم يعد مجرد مشاهد أو متذوق للأعمال فحسب بل بات ناقداً لماحاً ومُقيماً يفرق بين العمل الهادف الذي يعالج القضايا المجتمعية عن غيرها من الأعمال الرديئة والهابطة (التجارية) ولا مجال للتذاكي عليه أو القفز على ذائقته وحسه.